JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

نشر ثقافة التّطوع والمُبادرات



بقلم رئيس التحرير أ. مصطفى طه باشا


في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، تبرز قيمة المبادرة والتطوع كعنصرين أساسيين في بناء الأوطان وتعزيز التماسك الاجتماعي, فحب المبادرة ليس مجرد نزعة فردية للعمل، بل هو ثقافة يجب أن تُغرس في النفوس منذ الصغر، والتطوع ليس وقتًا فائضًا يُقضى في فراغ، بل هو وعي إنساني يُترجم إلى أفعال تخدم الآخرين دون انتظار مقابل.. المبادرة هي روح التغيير حب المبادرة هو جوهر الإبداع والتطور، وهو ما يدفع الإنسان إلى عدم الاكتفاء بمراقبة الواقع، بل السعي لتغييره نحو الأفضل. حين يبادر الفرد بحل مشكلة في مجتمعه، أو بإطلاق مشروع يخدم فئة محتاجة، فإنّه يزرع بذور الأمل ويدفع عجلة التنمية. ومن هنا تأتي أهمية دعم المبادرات المجتمعية، سواء كانت فردية أو جماعية، وتشجيع أصحابها على الاستمرار  والعطاء.. التطوع هو عطاء بلا حدود فهو صورة من صور التكافل الاجتماعي، يعكس أسمى درجات الوعي والمسؤولية, يساهم المتطوع في سد الثغرات التي قد تعجز عنها المؤسسات الرسمية، ويكون بذلك شريكًا حقيقيًا في تحقيق التقدم والرفاه, ولا يقتصر التطوع على جانب واحد، بل يشمل التعليم، الصحة، البيئة، الدعم النفسي، والإغاثة، وغيرها من المجالات الحيوية.

كيف نزرع حب المبادرة والتطوع؟ التربية والتعليم: غرس القيم التطوعية وروح المبادرة في المدارس والجامعات عبر الأنشطة اللامنهجية والمناهج التعليمية, القدوة الحسنة: عرض نماذج ملهمة من المتطوعين وأصحاب المبادرات في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي, الاعتراف المجتمعي: تكريم المتطوعين ودعم مبادراتهم ماديًا ومعنويًا, خلق بيئة محفزة: تسهيل الإجراءات أمام المبادرات، وتوفير منصات تشبيك بين المتطوعين والجهات المحتاجة, دمج الشباب: باعتبارهم الفئة الأكثر طاقة وقدرة على التغيير، يجب فتح المجال أمامهم للتعبير والمشاركة.

إنّ نشر ثقافة حب المبادرة والتطوع لا يُبنى في يوم وليلة، بل هو مشروع طويل الأمد يحتاج إلى تعاون جميع مكونات المجتمع، من الأسرة إلى الدولة, وعندما تصبح روح التطوع والمبادرة جزءًا من هوية الفرد، سيتحول المجتمع إلى خلية نابضة بالحياة، تقهر التحديات وتصنع مستقبلاً أفضل للجميع, ثقافة التطوع وحب المبادرة والتغيير يجب عدم تجاهلها والسعي لنشرها بأسرع ما يمكن, كي تكون مصدر أساسي في نهوض وتغيير المجتمعات, فهي ركيزة أساسية في عجلة التطور  والتقدم.


NomE-mailMessage