JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Startseite

مرارة فراق



بقلم أ. آلاء غجر المحمد


تخيّلي أن هناك احتفالًا كبيرًا، الجميع مدعو إليه… باستثنائك أنتِ شعور مزعج، أليس كذلك؟ هذا تمامًا ما يحدث اليوم، في 14 شباط.. عيد الحب؟ بالنسبة لي، لا يختلف عن عيد الأم، عيد الطفل، عيد المهندس… أيام قد تبدو جميلة في ظاهرها، لكنها في حقيقتها ليست كذلك. قبل أن تعترض، لديَّ سؤال لك…هل الهدف من هذه الأعياد حقًا هو تبادل السعادة ونشر الحب؟ كما يزعمون! وإذا كان كذلك…فما هو شعور اليتيم في عيد الأم؟ وما هو شعور العقيم في عيد الطفل؟ وشعور من لا يملك شريكًا في عيد الحب؟ هل يشاركون الفرح أم أنهم مجرد مشاهدين؟ هل سألت نفسك يومًا: من اخترع هذه الأعياد؟ ولماذا؟ هذه الأعياد صناعة بشرية، مغلّفة بالعاطفة، لكنها في جوهرها تجارية بحتة على سبيل المثال: في عيد الأم، الكعك أغلى. الورد أغلى. في عيد الطفل، الألعاب أغلى. مشاعر تُباع وتُشترى، يفرح بها البعض… بينما يتألم لأجلها آخرون. هذه ليست مجرد مناسبات، بل مسميات طبقية قاسية تُذكّر الإنسان بما ينقصه. أما في الإسلام، فالأمر مختلف تمامًا. لا نجد هذه التقسيمات. لدينا عيدان فقط: عيد الفطر والأضحى… وأساسهما صلة الرحم والعطاء. عيدان لا يُشعران أحدًا بالنقص، لأن الفرح فيهما يشمل الجميع دون استثناء. عيدان لا يعتمدان على استغلال مشاعر الحرمان والاستهلاك والاستعراض. هل ترين الفرق معي؟ الإسلام لم يمنع الفرح، ولم يحصر الحب في يوم واحد، بل جعله أسلوب حياة، وليس مناسبة سنوية نحتفل بها. الإسلام جعل الفرح شاملًا، والحب حقيقيًا، والعطاء دائمًا وعامًّا… لا مرتبطًا بيوم، ولا خاضعًا للبيع والشراء. المسألة لا تتعلق فقط بمراعاة مشاعر الآخرين، بل بالامتثال لأوامر الله. فكل عيد خارج نطاق الشريعة… باطل ومحرم. وأخيرًا… تذكّري عزيزتي: من يعيش حبًا حقيقيًا، لا يحتاج أن يُثبته للعالم, الحياة لا تُبنى على يوم، والمشاعر الحقيقية لا تحتاج إلى مناسبات .


NameE-MailNachricht