بقلم أ. أمنيات الراجح
أركن في زاوية غرفتي أشكي إلى ربي أتلعثم كثيراً ولا
تسعفني الدموع؛ أحترقّ قلبي ليس على حالي بل على عائلتي التي تتصنع الأمل أمامي
وتتفاءل بحضوري ، والواقع أنهم أشد مني حزناً ويائسً .
لم أجتاز هذه الأيام بالرغم من مرور عامَ كامل وأنا
أصارع المرض وأقاوم الألم وجرعات الكيماوي، وأخفى آثار حزني وشقائي، أخاف على فؤاد
أبي أن يحزن لألمي أخاف أن اخبره عن شعوري وإحساسي بالموت فلا يهدأ له قلب ولا
تغفو له عين وأن يجزع ويقنط لمرضي هذا ؛ إلا الجزع والقنوط ي خيرّ معلماً لي ي
والدي العزيز أنني أموت يوماً بعد يوم
ولكنه قدري ي والدي ان اصاب بهذا المرض الخبيث وأنه يعز علي ان أغادر هذه الحياة
وأنا سبب في حزنك وألمك وشقائك، ولكن أعلم ي والدي أنني لست حزينة على ما أصابني وأن الله ما أصابني
بهذا المرض إلا ليطهرني من الذنوب وما أجمل أن يختارك الله من بين عبادة ليصطفيك
بعفوه وغفرانه ؛ واليقين في قلبي وفي ربي أن ربي يحبني وكلما خطرت على قلبي أنني
مريضة سرطان وسأغادر في أي لحظة تذكرت قول نبينا محمد " ﷺ يقول: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون،
ثم الأمثل فالأمثل" وبهذا يطمئن قلبي وينشرح صدري ويزداد إيماني بالله ؛ أن
الله سيرفع درجاتي في الآخرة وسيوفني اجر صبري واحتسابي وأنني قدوة لغيري ليتصبر
ويحتسب الأجر ولا يحزن لأمر محتوم وأن يظن بالله خيراً مهما حزن المرء وسخط وقلق ؛
أجعل إيمانك بربك عظيماً وتذكر قوله تعالى
"وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
يَشْفِينِ {الشعراء:79-80}.