بقلم أ. شريفة زرزور
برافو ترامب ! راقت لي طريقتك في جس النبض العربي و أكثر
ما أعجبني أسلوب الاستعباط المخلوط ببعض الدهاء و الاستهتار لتراقب عن كثب ردات
الفعل العربية . دعك منا نحن العرب يا رجل ، نعذر جهلك بقضيتنا التي اعتبرتها قضية
عابرة ، لكن ألم تحسب حساب لشعبك الذي آمن بك و أعطاك صوته و ناشدك و أتمنك على
مبادئ العدالة و المساواة و احلال الديمقراطية و إعلاء كلمة الحرية فتخذلهم بمزحة
ثقيلة الدم عن تطهير عرقي لشعب كريم و تهجير قسري عن أرضه التي يستغني عن روحه و
لا يتخلى عنها ؟نقدر نشوة أوهامك ، لكن ألا يوجد حولك مستشارون يعيدونك إلى الرشد
و الصواب و لو من باب الطرفة يوضحوا لك من هو هذا الشعب الذي تستهدف كرامته و
تنتقص من انسانيته بظريف كلامك ،، هه ؟ إلا أنني أكيدة من و عيك بما جرى على مر
شهورٍ منصرمة في فلسطين و على يقين من متابعتك بأم عينيك حجم التحدي و الإصرار عند
هذا الشعب العظيم الذي تداعبه بكلماتك المستهترة لاقتلاع روحه من جذورها و رميها
بلا هوادة في أراض غريبة عنه لا تناسبه البتة لتذبل و تيبس و تموت . ألم تشاهد
العزم و الإرادة التي يستحيل أن تنكسر في عيون أطفالهم و إصرارهم على العودة إلى
بيوتهم المهدمة حتى لو كانت كومة حجارة و التمسك بإعادة إعمارها و لو ألف مرة بهمة
عالية و دون تباطؤ أو تلكؤ ؟ أيها الرئيس لا تقنعني أن عينيك المتيقظتين لم تتفاجأ
من أوتاد الخيم التي نصبت بعزيمة إلى جوار ركام البيوت ، و لن أصدق أن فطنتك خانتك
و لم تنبهك أن ما تفوهت به ما هو إلا هذيان و كلام أقرب ما يكون إلى اللوثة . لا
بأس أيها الرئيس نعذر لك الترهات التي نطقت بها ، قد ما زلت لا تعلم من هو البطل
الفلسطيني على ما يبدو ، لا تعلم أن الأم الفلسطينية صارت ترضع صغارها حب الوطن و
التشبث بالأرض عوضاً عن الحليب و نعذر جهلك
بأحلام الطفل الفلسطيني التي ارتقت لتكون الشهادة أو النصر بدل الأحلام التي عهدناها عند بقية أطفال العالم . نعذر لك قلة درايتك بالدم العربي الغالي الذي يرخص لأجل الأرض و العرض . لا عليك أيها الرئيس ، فأنت لم تتجرع مرارة التهجير و لم تذق قسوة الاحتلال و ظلمه و همجيته ،، لم تنزح إلى خيمة بالكاد تواري سوأتك و لم تحس بضراوة شتاء ينخر عظامك المسنة بلا رحمة ، نعذر سذاجتك و جهلك من هو هذا الشعب المغوار ، لكن اسمح لنا أن نجزي لك النصح أن شعباً مقاوماً مثل شعب فلسطين لا ينام على الضيم ، انه شعب أبي لا يلدغ من حجره مرتين . كنت أود لو أقول ضع كلامي حلقة بأذنك لكنك رجل و لا تلبس الحلق ، لذا سأقول ضع كلامي نصب عينيك و تذكر ليس كل الطيور تؤكل لحومها . فلحم الفلسطيني مر و شوك و علقم .