JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

رمضان شَهر المَحبّة والأمَان


بقلم أ. مصطفى طه باشا

شهر رمضان المبارك؛ عندما يُقبل بخيره وبركته على العباد, تظهر آثار محبّته في قلوب المؤمنين, وتظهر على العباد علامات محبّتهم لربهم جلَّ وعلا, وتزداد هذه المحبة في قلوبهم بزيادة الإيمان, فتزداد الطّاعات والعبادات, وتُجتنبُ السّيئات والمُنهيات, تزداد في المسلم محبته لربه وشوقه إليه, فلا يزال في ازدياد ولا يزال في شوق إلى مولاه, حتى يلقى ربه محبًا للقائه, كما قال صلى الله عليه وسلم: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ» (متفق عليه) في رمضان الكريم تتوحد الأفعال والمقاصد, فهذا صائم, وذاك صائم, وهذا قائم, وذاك قائم, وهذا ظامئ وذاك ظامئ, هذه منظومة موحدة من الأفعال التربوية, التي يُمارسها المجتمع تعبدًا لله رب العالمين, وإذا خليت البُطون رقّت القلوب, وإذا شبعت قد تتعرض للقسوة أحيانًا, ولذا قال بعضهم: البطنة نعوذ بالله منها تذهب الفطنة, ولذا عاش المجتمع قربًا معنويًا بين أفراده كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا, ولا يسعنا نسيان الدعاء في رمضان, لِما له من بركة وروحانية, فكم من عائلة مُشتتة اجتمع شملها في رمضان بدعوةٍ مُستجابة وقت السّحر أو عند الإفطار, وكم من شاب حاز رضى الله تعالى برضى أمّه في رمضان, فرمضان شهر الحبّ والألفة والوصال, ما أجمل تلك الأسر؛ التي تتفقد أرحامها, وتشغل نفسها بالتّهنئة للعائلة والأقارب والأصحاب, رمضان فيه تلتقي العائلة حول كتاب الله, بعيدًا عن كل ما حرّم الله, من مشاهد خليعة ومسلسلات هابطة, رمضان موسم الخير والغفران، فالإنسان يُغيّر نمط حياته طيلة شهر كامل, يُربي نفسه على تقبّل التغييّرات, من اعتياد على وجبات مُنتظمة في اليوم, إلى انقطاع عن تلك العادات، لضبط شهواته وتربية نفسه على التغيير, ومن أجمل مظاهر التغييّر أن يراجع الإنسان علاقته بالناس من حوله, فمن كان على قطيعة معه طيلة العام, يبادر إليه ويعيد تلك العلاقة, ويُنظف نفسه وروحه من رواسب الحقد والكراهية, فالمحبة والتّسامح والسّلام, من أهم أهداف هذا الشهر الكريم, ومن النّاحية الصّحية؛ يُفيد الصّيام في استهلاك احتياطيات الدهون, وينظف الجسم من السّموم الضارة, التي يمكن أن تتواجد في التراكمات الدهنية, وهكذا يبدأ الجسم بالتخلص من السّموم بشكل طبيعي, نتيجة التغيّر الذي يطرأ على عمل الجهاز الهضمي على مدار الشّهر, ما يتيح للصّائم فرصة مواصلة اتباع أسلوب حياة صحي بعد رمضان, ويساعد الصّوم على حرق السّعرات الحرارية الزائدة, مما يُساعد في إنقاص الوزن, وتحسين صحة القلب, حيث يُقلل الصّوم من ضغط الدم والكوليسترول, ويُحسن من وظائف القلب, كما يعمل على تنظيم مستويات السّكر في الدّم, وتحسين حساسية الجسم للأنسولين.

كما رأينا فإن شهر رمضان؛ شهر خير وبركة وصحة وأمان, شهر الطاعة والعبادة وشهر التخلص من السيئات, شهر ترتاح به النفس البشرية, وسبب لزوال الهم والتعب, فمبارك عليكم الشهر الكريم, واسأل الله أن تستغلوه أحسن استغلال.

NomE-mailMessage