JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

اِنتصار الثّورة السّوريّة




بقلم أ. مصطفى طه باشا

لا يَسَعَنا إلّا أنْ نبدأ بعبارةِ " الحمدُ لله ربّ العالمين, الذّي منّ على أهالي سورية الأحرار الشُّرفاء بالنّصرِ العظيم, ضدّ طاغية الشّام الذّي عاسَ فسادًا وظُلمًا في البلاد " هذا المقال يَحكي قِصّة كِفاحٍ دامَتْ ثلاثَ عشرةَ سنة ونيّف, ضدّ نظام استبداديّ ديكتاتوريّ، حَكم سورية طِيلة عقود, ومارسَ فيها أشنعَ وأبشعَ أنواع الظّلم والتّعذيب, ضد مَن فتحَ فمه بالحق، وليس هكذا فحسب بل ضد الأبرياءِ أيضًا, الذّين لم يتفوّهوا ولو بكلمة واحدة, وهمّهم العيش فقط العيش, دون أي مطلب أو طموح.. هذا النّظام النّازيّ والفاشيّ والديكتاتوريّ نشأ على أساس القوة والبطش والهيمنة, واستمر بقوة السّلاح وترهيب النّاس في أرجاءِ سورية كافّة, ولكن لكلّ فرعون وطاغية نهاية, وكانت نهاية هذا النّظام في آخر شهر من عام 2024 وعلى يد أحرار سورية وأبطالها, فقد هيّئ الله لهذه الأمّة رجال أبطال اتخذوا من إدلب مقرّ لهم, وإدلب - هذه المدينة العظيمة - التي كانت منسيّة على عهد النّظام ومُهمّشة بشكل كامل, ولكن في الثّورة السّوريّة باتَتْ الأمّ الحنون, التّي احتضنَتْ جميع أبناء سورية المُهجّرين, وكانت الشّعلة التي حرقَتْ النّظام, في كافّة معاقله على أرجاء سوريّة.

 نَشكر الله تعالى ونَحمده, على هذه النّعمة العظيمة, التي أنعمها على شعب سورية, نعمة الحرية لا يُضاهيها نعمة, ونترحّم على الذّين ضحّوا بأرواحهم في سبيلِ انتصارِ الثّورة, ونشكر أمهاتِ الشّهداءِ الصّابرات, الذّين صَبروا على فقدانِ فلذاتِ أكبادهم, ونشكر الأبطالِ الثّوار الذّين حملوا السّلاح, ورفعوا راية الحقّ ضد الظّلم والطّغاة, وإلى كلّ من جاهدَ وخرج بالتّظاهرات السّلميّة, وإلى كلّ الحرائر الذّين دعموا الثّورة, وإلى كلّ مَن ساندَ الثّورة ولو بالكلمة, ولا ننسَ الدول الصّديقة للشعب السّوري, والذّين أثبتوا أنهم ــ على امتداد فترات الثّورة ـ صادقين وحملوا تطلّعات الشّعب الثّائر على محمل الجدّ, وعلى رأسهم الجارة تركيا وقطر والشّعب الكويتي, والشعب السعودي, وكلّ الدّول الّتي ساندتنا والشّعوب الّتي وقفَتْ معنا, ولو بسلّة إغاثيّة أو برغيفِ خبز أو بالكلمة, وأُهدي هذا الكتاب؛ إلى كلّ سوري عانى الجوع والبرد والفقر, وصمدَ ضدّ مُمارسات النّظام داخل سورية, وإلى كلّ الشّرفاء الذّين هُجِّروا من بيوتهم وقُلوبهم مازَالت تَحمِلُ حُبَّ بلدهم.


NameEmailMessage