JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

حملة .. كن مع الفقير




بقلم : هادي حاج قاسم – مجلة إنسان

حملة كن مع الفقير استهدفت الفقراء, وتُرجمت نتائجها على أرض الواقع, بدأت الحملة بتاريخ 22\11\2018 عن طريق فكرة من قبل أصحاب المحال التجارية في منطقة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي, حيث تعتبر الحملة الأولى من نوعها التي تم اطلاقها على أبواب فضل الشتاء بهدف إسعاد الفقراء والأخوة الضيوف من المناطق السورية المتعددة وأصحاب الدخل المحدود, حيث كان هدف الحملة دمج شريحة واحدة في المجتمع وإزالة الفوارق الطبقية في منطقة قلعة المضيق.
لم يكن يعلموا بأن هذه الحملة ستطال أغلب مناطق الشمال المحرر, فقد لاقت الحملة رواجًا كبيرًا في المنطقة ومناطق أخرى حيث بدأت من قلعة المضيق واستمرت الى ريف ادلب  لتستقر بريف مدينة جسر الشغور  وتنتهي بأرجاء المحرر, ولكن الحملة لم تنتهي فالبعض أعلنها حتى بداية سنة 2019 والبعض أعلنها حتى إشعارٍ آخر والبيع بثمن التكلفة فقط .
أما بالنسبة للمساهمين بالحملة فقد شملت كافة المهن وكافة محلات الخدمات من لحوم بأنواعه ، والخضار والفواكه ،والخياطة ،الحلاقة، الألبسة، البضائع ، الأدوات المنزلية، والمحروقات، دكاكين السمانة، مغاسل السيارات ، نجاري الالومنيوم، النجارين، الحدادين والمولدات الكهربائية الخاصة والانترنت، حيث فُتحت الشبكة مجانًا حتى إشعار آخر..
البعض شكر هذه الحملة بما أنها قد تساعد في شراء بعض الحاجات الضرورية التي كانت شديدة الحاجة وسعرها كان مرتفعاً أو كما يقال ((أطعمتهم من جوع)) .. أما البعض فقد أيدها ولكن ليست بهذه الطريقة فاعتبروها مهينة للفقير فقد رآها سلعة لتحسين صورة التجار أمام الشعب المكلوم المسكين فقالوا: لما الآن حتى بدأوها؟ هل  الآن حتى رأوا الشعب الفقير ؟ أم تركوه حتى أُنهك ولم يعد بمقدوره التأقلم مع هذا الغلاء ؟أم أن لهم من هذه الحملة مآرب أخرى؟  والبعض رآها مهينة للفقير حيث اعتبروا الفقير سلعة تباع وتشترى وتُسْتَغَل أحياناً فمن وجه نظرهم أن المحلات سيشتري منها الفقير والغني أي كأنها لم تطلق وبما أن التاجر يربح بسلعته لماذا كل هذا الغلاء الفاحش ولِمَ لم تتم هذه الحملات منذ زمن؟
أم انتظروا الشعب حتى أنهك بالكامل حيث اعتبرها البعض حملة للرياء وخصوصاً أَن أسماء المنضمين للحملة باتت تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الواتس آب فالفقير لا يريد حسم (( 20% )) على باب الومنيوم يبلغ سعره ((25000)) أي ما يعادل ((50$)) كما أن الفقير لا يملك سيارة ليقوم بغسلها بثمن التكلفة أو بحسم ((50%)) فقد اعتبرت هذه الحملة من قبل البعض حملة ترويجية إعلانية هدفها الرئيسي ليس لاستهداف الفقراء لأن هناك نسبة ((6%)) لا يملكون قوت يومهم ويوجد أناس معدومين كيف سيقومون بشراء هذه المواد وبالأخص أنها جاءت مؤخراً أي بعد ثمانِ سنواتٍ على الثورة ؟
أما الآخرين فاعتبروها حملة جيدة وهدفها مساعدة الفقراء كون أن الشتاء القادم هو الأعنف منذ ثمانِ سنوات على الأقل.
في النهاية هذه ليست أول حملة في الشمال المحرر, ولن تكون آخر حملة ونتمنى أن تطلق حملات عديدة تستهدف الفقراء الذين لا يستطيعون تأمين رغيف الخبز لذويهم, ولأهلنا في المخيمات كما لا ننسى أهلنا الضيوف الموجودين في الشمال وعوائل الشهداء والمعوقين  وإصابات الحرب, كل هذا الضغط والصعوبات جاءت في ظل توقف بعض المنظمات الإغاثية والطبية في المناطق المحررة.

NomE-mailMessage