بقلم الكاتبة العراقية أ دعاء حسين الخفاجي - صحيفة إنسان
أغلب الأهالي في الوقت الحاضر يُعانون من مشكلة ضعف تركيز أطفالهم وانحدار مستوياتهم العقلية والفكرية، بالإضافة سوء سلوكياتهم في الحياة اليومية، وفي الوقت ذاته اثبتت الدراسات والتقارير أن نِسب الأطفال الذين يستخدمون الانترنت تزداد يومياً، حتى بدا لدى الاهالي ان من الصعب التعامل مع الاطفال في الوقت الحالي وان الطريقة الافضل للتعامل معهم هي استخدام الاجهزة الرقمية ،وان هناك نسبة منهم يظنون ان استخدام الاطفال لتلك الاجهزة يزيد من عملية ادراكهم وفهمهم في حين ان الدراسات بينت ان الاطفال المستخدمون للأنترنت هم اكثر الاطفال عرضة لتراجع مستوياتهم و اكمال مهامهم المدرسية، لذلك يجب ان يكون استخدام الاطفال لتلك الاجهزة بمعدل ساعتين يومياً، بالاضافة إلى ذلك يقع على عاتق الآباء مراقبة البرامج التي يستخدمها اطفالهم حيث هناك عشرون بالمئة من الآباء لا يراقبون اجهزة اطفالهم مما يزيد صعوبة التعامل مع هؤلاء الاطفال لعدم معرفة ماقد يتعلمون من ذلك العالم الغامض وماهي السلوكيات التي قد يكتسبوها منه ناهيكَ عن احتمالية استخدامهم السيء لتلك البرامج واستغلالهم في المواقع الغير لائقه مما يفقدهم طفولتهم الفطرية مبكراً ، فعلاوةً على مشاكل انحدار المستويات الفكرية لدى الأطفال هناك العديد من الاهالي يعانون من سلوكيات اطفالهم اليومية، فاستخدام الاطفال لعالم التكنولوجيا ما هو إلا انسحاب تدريجي من العالم الاجتماعي حيث ان الطفل كائن انفعالي عاطفي بطبيعته واستخدم الاجهزة من غير ضوابط يسبب خللا في البنية العاطفية له وبالتالي انه سينمى ويكبر لكنه متأخر نمائيا وأُشير الى اضرارها ومخاطرها على نمو الدماغ بشكل سريع لدى الاطفال لان التعرض الى هذه الاجهزة بشكل مبالغ يؤدي الى ضعف بمهارات التواصل والتعلم واللغة من البيئة المحيطة، بينما نجد هذا الكم الهائل من المخاطر إلا ان الاهل لا يزالون في الوقت نفسه يسمحون لأطفالهم بأستخدام تلك الاجهزة وبكثرة وبلا ادنى مراقبة واهتمام منهم، وكذلك من السلوكيات الخاطئة لديهم هي استخدام الاجهزة الالكترونية بأستمرار امام اطفالهم جاهلين ان التربية بالنسبة للأطفال تُكتسب لا تُلقن ، لذا يقع على عاتق الأبوين ان يكونوا هم العنصر الاساسي في تربية اطفالهم بعيداً عن عالم الانترنت السريع وإلا سوف ينتج لدينا جيل مُتكاسل مُتطبع على العالم التكنولوجيا السريعة.